الأم العاملة – بين المنزل والشركة!

الأم العاملة – بين المنزل والشركة!

النساء، تلك المخلوقات الرقيقة التي خلقها الله حتى تنشر البهجة والدفء والسكينة في الأجواء.

فالنساء هنَّ رياحين البيوت ودفء الشتاء وحنان الأيام القاسية، هنَّ من تبتهج الحياة في وجودهنَّ وتنضب في غيابهنَّ!

لكن، ماذا إن أخبرتك أن المجتمع أجبر هؤلاء النساء لأسبابٍ عدة أن يخرجن للعمل حتى يتمكنَّ من الصمود بين أنياب الحياة والغلاء وقسوة المجتمع!

في هذا المقال سنتحدث عن الدور الحقيقي للنساء والأسباب التي دفعتهنَّ إلى الخروج للعمل ونصائح لموازنة الحياة بين كل المسؤوليات…

الدور الأساسي للمرأة في المجتمع

إن المرأة كائن مرن ومتعدد المهام، يستطيع أن يضطلع بعدة أمورٍ في توقيت واحد، لكن تبقى بعض الأدوار هي التي تكلل جهودها وتضعها في حيزها المناسب ومكانتها الخاصة.

إليك بعض الأدوار الأساسية التي تقع على عاتق المرأة:

دورها كزوجة

تعد الزوجة هي روح المنزل والسكن، فبها تهدأ أركانه وتدفأ أقسامه وتسعد جوانبه.

هي التي تخفف عن زوجها جفاء الحياة وتدعمه في طموحه وتسانده في محنته وتخفف عنه إذا أصابه الاكتئاب يوماً ما من الحياة والهموم.

ليس هذا لأنها الجندي المجهول الذي لا يظهر في بطولة الفيلم السينمائي، لكن لأن حياة زوجها وحياتها شيءٌ واحد، فنجاحها من نجاحه والعكس صحيح.

وقديماً قالوا إن المرأة هي نصف المجتمع، لكن الآن يقولوا إنها المجتمع كله، فهي نصفه عدداً وتنجب وتربي نصفه الآخر.

إن الدعم النفسي التي تقدمه الزوجة لزوجها ودفعها له إلى الأمام في عمله يساهم بنسبة تكاد تساوي خمسون بالمائة من نجاحه.

وعليه فإن دور الزوجة تجاه زوجها من أكبر وأهم الأدوار.

دورها في إدارة المنزل

إن كل مؤسسة حتى تنجح يجب أن تسير وفق نظامٍ معين، وتسعى الأم في هذا الشأن سعياً دؤوباً حتى تجعل المنزل منظماً قدر الإمكان.

ولعل من ضمن أمور الإدارة ما يلي:

  •       الإدارة المادية.
  •       إدارة شؤون الأبناء.
  •       تقنين مشاهدة التلفاز ومواعيد الاستيقاظ والنوم.

دورها في إدارة الماديات

لا يدير الرجل في بعض الأحيان الأمور المادية للمنزل، بل يعطي زوجته مصروف الشهر وهي تسعى جاهدة حتى تغطي به احتياجات المنزل الأساسية والرفاهية.

والزوجة التي تتمكن من وضع كل قسم من المال في موضعه الخاص وتتمكن من الحفاظ عليه إلى آخر الشهر تعد من النساء اللاتي يتمتعن بذكاء وحس مسؤوليةٍ خاص.

دورها كأم

وهذا هو الدور الأهم، ذلك لأن الأبناء هو المستقبل وإن تلقوا تربيةٍ جيدة وسوية سيخرجون إلى الحياة والمجتمع بشكلٍ ناضج ومبدع.

وتقع المسؤولية الأكبر في تربية الأبناء على عاتق الأم، ذلك لأن الأب يجتهد في عمله طوال اليوم ولا يجد في وسعه من الطاقة للأبناء إلا قليلاً بعد عودته إلى المنزل.

 

أسباب خروج المرأة للعمل

بعد هذه الأدوار المؤثرة للنساء، تُرى لماذا تريد الخروج للعمل؟

والسؤال الأكثر واقعية، لماذا اضطررن إلى الخروج للعمل؟

إليك بعض الأسباب التي جعلت النساء يخرجن للعمل:

  •       الحاجة إلى المال بسبب الغلاء المعيشي، ولعل هذا السبب هو السبب الأساسي.
  •       الرغبة في الاستقلالية المادية.
  •       محاولة تحقيق وإثبات الذات.

وهنا يأتي السؤال المهم، هل تختلف نوعية العمل في التأثير على المرأة وعلى مسؤولياتها الأساسية؟

أجل –عزيزي القارئ- إن نوعية العمل وعدد ساعاته يؤثران حتماً على حياة المرأة بكل أركانها، وسنكتب في ما يلي ذكره بعض النصائح بهذا الشأن.

نصائح للأم العاملة

عزيزتي المرأة، إنك تمتلكين الحرية في الخروج للعمل من أجل تحقيق الذات أو الكفاية المادية، وإليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في الموازنة بين المنزل والعمل:

  •       حاولي اختيار عملٍ يليق بكِ كامرأة؛ بمعنى يناسب جهدك وطاقتك وتكوينك، حتى لا يرهقك جسديا بشدة.
  •       تعلمي مهارة إدارة الوقت جيداً حتى تتمكني من تنظيم وقتكِ بين العمل والمنزل والزوج والأولاد بطريقةٍ مرتبة فلا يختل أي جزءٍ منهم.
  •       قللي عدد ساعات عملك قدر الطاقة، فلا تمكثي خارج المنزل طوال اليوم لأن هذا سيجعلك غير قادرة على الاضطلاع بمسؤوليات المنزل.

وحتى لا تشعري بالضيق النفسي عند تزاحم الأمور، فتحافظي على صحتك النفسية بين الأمرين.

  •       اختاري مكان العمل قريب من منزلك قدر إمكانك رغم أن هذا ليس سهلاً في الغالب.

في النهاية –عزيزي القارئ- إن الحياة مفتوحة أمام الجميع يستطيع أن ينهل منها كيفما شاء، لكن الأهم أن يأخذ منها بحكمة وتوازن.

 

بقلم د. دنيا فايز