المرأة هي نصف المجتمع. ولكن في الأزمات والجوائح، ماذا يكون متوقعًا من المرأة وماذا يمكن أن يكون دورها؟ في الأزمات، تكون المرأة كل المجتمع. النساء هن أعمدة البيوت، ومربيات الأجيال وحاملات رسالة الرحمة والحب والمودة. وفي الأزمات تظهر حقائق الأشياء! ولكن هل تتخلي الأنثى عن الاهتمام بجمالها في ظل النوائب والأزمات؟ أم يظل جمال المرأة على قائمة أولويات بنات حواء حتى في أصعب الظروف؟
اهتمام المرأة بجمالها أمر فطري
المرأة مفطورة على حب الجمال والسعي إليه منذ نعومة أظفارها، بحيث أن المرأة والجمال لا يفترقان، فالمرأة تنجذب لمنتجات التجميل ومستحضراته الطبيعي منها والصناعي، والجمال أيضًا يبحث عن المرأة ويخاطب فطرتها الغريزية فيما يتعلق بالاهتمام بمظهرها الخارجي في كل مراحل عمرها. فماذا تفعل المرأة عندما تجد نفسها محصورة ومقيدة في منزلها لا تستطيع أن تبحث عن وسائل التجميل خارج منزلها. عمليات الإغلاق في جميع أنحاء العالم تعني أن العديد من النساء معزولات في مكان من المفترض أن يكون آمنًا.
ولكن بعد تفشي وباء كورونا، تقف المرأة اليوم في الخطوط الأمامية كخط دفاع ضد الوباء العالمي عن أسرتها الصغيرة وعائلتها الأكبر ومجتمعها الأوسع ووطنها بأسره. من البيت، تبدأ مهمة المرأة في الحفاظ على أسرتها، بداية من تجنب الإشاعات وما يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خرافات لا أساس لها من الصحة من مصادر مجهولة لا تمت للعلم بصلة، مرورا بتطبيقها جميع الإجراءات الوقائية في منزلها سواء المحافظة على النظافة الشخصية، وتجنب الاجتماعات مع توفير وسائل الحماية من كمامات ومطهرات لتكون متاحة طوال الوقت، فضلًا عن تعليم أطفالها كيفية التعامل بحكمة مع الأزمة، ومتابعة إجراءات السلامة والوقاية من العدوى بنفسها، وذلك بجعل البيت ملاذا أمنًا خاليًا من الفيروسات، فالمرأة هي دائمًا الدرع الواقية لأسرتها والمسؤول الأول عن سلامة ممارساتها الصحية. في ظل الأزمة الحالية هل يكون جمال المرأة هو شغلها الشاغل، أم أن أولوياتها بالفعل تغيرت؟
جمال المرأة وتغير الأولويات
بالطبع تغيرت أولويات المرأة، فالسيدة التي اعتادت الذهاب لصالون التجميل كل أسبوع، لن يصبح في مقدورها ذلك الآن. هي لن تنسي جمالها ولن تهمل مظهرها تمامًا، ولكن قد لا يكون ذلك الأمر على رأس أولوياتها في الفترة الحالية. إن المرأة العاقلة تفضل الاطمئنان على سلامة أسرتها في المقام الأول خاصة مع انتشار الوباء في الموجة الثانية على نطاق أوسع. يقع على عاتق المرأة حاليًا مهمة رفع مناعة أفراد أسرتها وتغيير نمط حياتهم إلى الحياة الصحية وذلك باغتنام هذه الفرصة لتغيير طريقة حياة أسرتها وسلوكياتهم فيما يتعلق باختيار الطعام الصحي، واستبدال الحلوى الغنية بالسكريات بالفواكه الغنية بالفيتامينات والمغذيات المختلفة، وممارسة الرياضة بداخل المنزل. تقوم المرأة في زمن الكورونا بدور مقدم الرعاية الصحية ولكن في محيط أسرتها بين أفراد عائلتها، فهي المسؤولة رقم (1) عن نشر الوعي في المنزل والإشراف على تطبيق التعليمات.
كما أن المرأة مطالبة بتقديم الدعم النفسي لأفراد أسرتها ومساندتهم في تجاوز محنة الوباء الذي لم يترك موضعًا في الأرض دون أن ينتشر فيه، وذلك بالتخفيف من حالة القلق التي أصابت الأسر وخاصة كبار السن والمرضى فيهم.
صالونات التجميل تتأقلم مع الوضع الجديد
على صعيد آخر، وعلى عكس المتوقع، تؤكد بعض عيادات التجميل في أنحاء متفرقة من العالم إنها شهدت زيادة في عدد المترددين عليها خلال وباء كورونا، حيث أصبح بمقدورهم إخفاء آثار العمليات الجراحية بارتداء الكمامات أو العمل من المنزل.
وعلى الرغم من أن الوباء أدى لتعطيل العديد من الأعمال في شتى أنحاء العالم، إلا أن عددا من عيادات التجميل استمرت في العمل، مع تشديد الإجراءات الوقائية مثل إجراء اختبارات للكشف عن الإصابة بالفيروس، مع تكثيف إجراءات التعقيم والتنظيف الدوري.
كما شهدت عيادات تجميل في الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا زيادة في أعداد المقبلين على خدمات التجميل مثل: حقن الشفتين وحقن البوتوكس وحقن الوجه وتجميل الأنف، مما يؤكد أن جمال المرأة وجاذبيتها شئ أساسي لديها لا تتنازل عنه مهما كانت الأسباب!
يذهب الخبراء إلى أن الأسباب الرئيسية لزيادة الإقبال في الفترة الأخيرة هي أن العملاء الذين يخضعون لعمليات التجميل لا يذهبون إلى العمل، وبالتالي لن يعتبروا منقطعين عن العمل إذا ما طالبوا بأجازة مرضية بسبب التعافي. أضف إلى ذلك أن الجميع يرتدون كمامات في الوقت الحالي، وبالتالي يمكن بسهولة إخفاء أي جراحة في الوجه!
ويضيف الخبراء أنه حتى بعد انتهاء الأزمة؛ فأن كثيراً من صالونات التجميل في معظم الدول ستستمر بالإجراءات نفسها، مع الحرص على استخدام الأدوات لمرة واحدة فقط، مما يؤكد أن إجراءات الوقاية من فيروس كورونا أوجدت ثقافة جديدة للتعامل بداخل الصالونات، من حيث استخدام فرش الشعر والمقصات وغيرها من الأدوات لمرة واحدة فقط، بدلاً من إعادة استخدامها بعد التعقيم، بالإضافة إلى تطبيق مفهوم التباعد الاجتماعي، وقياس درجة الحرارة عند الدخول لضمان سلامة كل من العاملين والعملاء في آن واحد.
إن جمال المرأة واهتمامها بأدق تفاصيل هذا الجمالها الخارجي من مظهر جذاب أنيق مع الحرص على إبراز ملامح هذا الجمال لن يتوقف على مر العصور، قل تختلف أولويات النساء باختلاف الظروف كالأزمات وقد يتراجع البحث عن الجمال ولكنه لن يختفي فالمرأة والجمال لا ينفصلان أبدًا.