منذ الولادة يكتسب الأطفال العديد من المهارات والتي من خلالها تزداد ثقتهم بأنفسهم. ومع التقدم في العمر تكون ثقة الطفل بنفسه بنفس أهمية اكتسابه للمهارات والقدرات الجديدة. حيث أن الثقة هي التي تدعم وبشكل قاطع التعافي بأسرع وقت ممكن من لحظات الفشل والتعثر التي قد يواجهونها خلال هذه المرحلة المبكرة من حياتهم. كما أن زرع ثقة الطفل بنفسه مبكراً تلعب دوراً كبيراً في تكوين شخصيته عبر جميع مراحل عمره. لذلك نحن في هذه المقالة سوف نجيب على سؤال “كيف أزيد ثقة طفلي بنفسه”.
ما الذي يتسبب في فقدان الطفل لثقته في نفسه؟
قبل أن نبدأ في معرفة كيفية بث الثقة في نفس الطفل وقبل أن نجيب عن السؤال الذي طرحناه آنفاً وهو “كيف ازيد ثقة طفلي بنفسه”. علينا أولاً أن نفهم ونتعرف على الأسباب التي قد تؤدي إلى فقدان الطفل لثقته بنفسه. وبالتالي الضعف الذي يحدث في تقديره لذاته ورؤيته لنفسه بشكل سلبي.
أولاً: أحد أهم أسباب الطفولة البائسة والتي قد نفعلها جميعاً دون أن ندري هي كثرة الانتقاد للطفل بشكل مبالغ فيه . ذلك يحدث سواء من الوالدين أو من المعلمين في المدرسة وغالباً ما يصاحب ذلك مقارنته بأقرانه أو إخوته أو أقاربه.
ثانياً: القسوة التي قد يمارسها الوالدين أو أحدهم على الطفل والتعدى عليه بالألفاظ أو اليد والعنف المفرط من أهم عوامل فقدان الطفل لثقته بنفسه .
ثالثاً: الأداء الدراسي الضعيف والنتائج المخيبة للآمال في المواد الدراسية هي من أسباب قلّة ثقة الطفل بنفسه.
رابعاً: المشكلات الصحية البدنية والنفسية وتعرض الطفل للألم بشكل متكرر نتيجة لهذه المشكلات من الأسباب التي تجعل ثقة الطفل بنفسه في مستوى منخفض.
كيف أزيد ثقة طفلي بنفسه؟
بطبيعة الحال يكون الدور الأكبر في بناء ثقة الطفل بنفسه هو للآباء و يليهم المدرسين. كذلك الحال فى الاتجاه المعاكس حيث أنهم أيضا مسؤولون عن فقدان ثقة الطفل بنفسه. ولا نعتقد أن الآباء يهدفون ويرغبون في أن ينشأ أطفالهم عديمي الثقة بأنفسهم بل على العكس فإن الغالبية تسأل السؤال المحوري هنا “كيف ازيد ثقة طفلي بنفسه”؟.
1- كن قدوة لطفلك
دائما يجب أن تظهر أمام طفلك في مظهر الواثق في نفسه وفيما يفعل. حتى وإن كنت لا تمتلك فعلياً هذه الثقة لكن عليك أن تقوم أمامه بمهامك بالكثير من التفاؤل والاستعداد الجيد فيما قبلها. وهذا لا يعني أن تكون مثالياً تماما، بل اعترف بقلقك دون أن تركز عليه بينما يكون التركيز الأكبر على الأشياء الإيجابية التي تقوم بها لتنفيذ هذه المهام.
2- اسمح لطفلك بالفشل
تشجيع الطفل على ممارسة التجربة لمختلف المهام والأفعال بدون الخوف من الفشل يبدأ بعدم تعنيفهم على الفشل من الأساس. فكل شيء يمكن أن يحدث والفشل وارد ولكنه غير مميت ولن يقضي على الأمل. لذلك يجب تعليم الطفل أن الفشل في أي شيء ليس نهاية الأمر على العكس فهو بداية لبذل مجهود أكبر وتصحيح الأخطاء للعودة والنجاح مرة أخرى. وإن كانت هناك منافسة مع طفل آخر وكان هو الأفضل فيجب على الآباء وضع أطفالهم على طريق المثابرة بالثناء عليهم حتى إن خسروا وتشجيعهم على عدم الضيق لأنهم ليسوا الأفضل.
3- دعهم يعرفون أنك تحبهم
من أهم الإجابات على السؤال “كيف ازيد ثقة طفلي بنفسه” هو أن يشعر الأطفال في كل الأوقات أننا نحبهم . في المكسب والخسارة، في النجاح والفشل، حتى وإن غضبنا منهم يجب علينا في لحظات الغضب هذه ألّا نطلق عبارات تحمل معاني عدم الحب لأطفالنا. بينما سيتحسن شعور الطفل تجاه نفسه دائماً عندما يعرف أنه هذا الكائن الرائع في عيون أبيه طيلة الوقت ومهما حدث.
4- تقدير النقص
كلنا نعلم أن الكمال لله وحده وأن كل البشر مهما ظهروا على الشاشات ومواقع التواصل بصورة رائعة ومبهرة إلا أنهم يعانون من نقصٍ ما على صعيد آخر. حينما تصل هذه الرسالة لطفلك فقد أجبت أحد أهم الإجابات على سؤال” كيف ازيد ثقة طفلي بنفسه” . كما يجب تذكير الطفل دائماً أن النقص هو صفة ملازمة للبشر وكونك ليس هذا الإنسان الكامل فذلك هو أصل الطبيعة البشرية.