أعراض الذبحة الصدرية قد تُشير إلى مشاكل خطيرة في القلب، لذا من المُهم التعرف على هذه الأعراض بشكل مُفصل، لضمان الحصول على العلاج المناسب، خاصة إذا كانت غير مستقرة، من ضمن الحالات الطبية الطارئة التي تتطلب تشخيص دقيق وعلاج فوري لتجنب المضاعفات الخطيرة مثل النوبة القلبية.
أعراض الذبحة الصدرية
الذبحة الصدرية هي حالة مرضية تتسبب في ألم أو عدم راحة في الصدر نتيجة لنقص تدفق الدم إلى عضلة القلب، ويمكن أن تكون الذبحة الصدرية مؤشرًا على مرض الشريان التاجي، وهو النوع الأكثر شيوعًا من أمراض القلب، وقد تتطلب أعراض الذبحة الصدرية تقييم وعلاج على الفور لمنع حدوث مضاعفات خطيرة مثل النوبة القلبية، ومن بين أعراض الذبحة الصدرية الشائعة ما يلي:
- ألم أو عدم راحة في الصدر: العلامة الرئيسية للذبحة الصدرية هي الألم أو عدم الراحة في الصدر، ويوصف الألم عادة بأنه ضغط، ضيق، ثقل، أو حرقان في الصدر، كما يُمكن أن يمتد الألم إلى الذراعين، الكتفين، الرقبة، الفك، أو الظهر.
- ضيق التنفس: يُمكن أن يعاني المرضى من صعوبة في التنفس أو شعور بضيق في التنفس، خاصة أثناء النشاط البدني أو الإجهاد العاطفي.
- التعرق: قد يشعر المريض بتعرق بارد وغزير بشكل غير معتاد.
- الغثيان والقيء: بعض المرضى قد يشعرون بالغثيان أو التقيؤ.
- الدوار أو الدوخة: يمكن أن يعاني المرضى من الشعور بالدوار أو الدوخة، وقد يحدث ذلك بسبب نقص تدفق الدم إلى الدماغ.
- التعب غير المُبرر: التعب الشديد أو الضعف الذي لا يمكن تفسيره قد يكون أيضًا علامة على الذبحة الصدرية، خاصة عند النساء.
- خفقان القلب: قد يشعر المرضى بخفقان أو تسارع في نبضات القلب.
اقرأ أيضًا: أعراض الضغط العالي
أنواع الذبحة الصدرية
بجانب التعرف على أعراض الذبحة الصدرية، من المُهم الإلمام بأنواع الذبحة الصدرية، والتي جاءت على النحو التالي:
1- الذبحة الصدرية المستقرة
تُعرف أيضًا بالذبحة الصدرية المُزمنة، وهي النوع الأكثر شيوعًا، ويحدث الألم عند بذل جهد بدني أو التعرض لضغط نفسي، ويستمر لفترة قصيرة ثم يختفي عند الراحة أو تناول دواء النيتروجليسرين، ومن أبرز أعراضها:
- ألم أو ضغط في الصدر
- ضيق في التنفس
- تعرق بارد
2- الذبحة الصدرية غير المستقرة
تعتبر هذه الذبحة حالة طبية طارئة وتتطلب علاجًا فوريًا، ويزداد الألم سوءً وقد يحدث في أي وقت، سواء أثناء الراحة أو النشاط، حيث يمكن أن تكون هذه الحالة مؤشرًا على حدوث نوبة قلبية، ومن أبرز أعراضها:
- ألم مفاجئ في الصدر
- زيادة في شدة وتكرار الألم
- عدم الاستجابة للراحة أو الأدوية
3- الذبحة التشنجية
تُعتبر هذه الذبحة نادرة، وتحدث بسبب تشنج الشرايين التاجية مما يقلل تدفق الدم إلى القلب، وغالبًا ما يحدث الألم في أوقات الراحة أو خلال الليل، ويتميز هذا النوع بالأعراض التالية:
- ألم شديد في الصدر
- شعور بالضغط أو الضيق
- قد تصاحبه أعراض أخرى مثل الغثيان والدوار
4- الذبحة الصدرية الصامتة
هي حالة نادرة حيث لا يشعر المريض بأي ألم في الصدر على الرغم من وجود نقص في تدفق الدم إلى القلب، وقد تكون هذه الحالة خطيرة لأنها تمر دون ملاحظة حتى يحدث تلف في عضلة القلب، وتشمل الأعراض:
- ضيق في التنفس
- تعب غير مبرر
- شعور بالضغط في الجزء العلوي من الجسم
اقرأ أيضًا: أعراض الغدة الدرقية
أسباب الإصابة بالذبحة الصدرية
أما عن أسباب الإصابة بالذبحة الصدرية، فقد جاءت على النحو التالي:
- مرض الشريان التاجي: يعد مرض الشريان التاجي السبب الأكثر شيوعًا للذبحة الصدرية، حيث يحدث عندما تتراكم اللويحات الدهنية على جدران الشرايين التاجية، مما يسبب تضيقها وتقليل تدفق الدم إلى عضلة القلب.
- تشنج الشريان التاجي: يمكن أن يحدث تشنج الشريان التاجي، وهو انقباض مفاجئ وعابر للشريان التاجي، مما يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم بشكل مؤقت، وقد يحدث هذا التشنج نتيجة للتعرض للإجهاد أو التوتر أو التدخين.
- ارتفاع ضغط الدم: يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى زيادة الجهد على عضلة القلب، مما يزيد من الحاجة إلى الأكسجين ويقلل من تدفق الدم إلى القلب، وبالتالي يسبب الذبحة الصدرية.
- فقر الدم: في حالات فقر الدم الحاد، قد لا يكون هناك ما يكفي من خلايا الدم الحمراء لحمل الأكسجين إلى عضلة القلب، مما يؤدي إلى نقص الأكسجين ويسبب الذبحة الصدرية.
- مشاكل صمامات القلب: يمكن أن تؤدي مشاكل صمامات القلب، مثل تضيق الصمام الأبهري، إلى زيادة الجهد على القلب وتقليل تدفق الدم، مما يسبب الذبحة الصدرية.
مضاعفات الذبحة الصدرية
في حالة عدم علاج أعراض الذبحة الصدرية على الفور، فقد يتسبب ذلك في التعرض إلى مضاعفات الذبحة الصدرية، والتي من بينها ما يلي:
1– النوبة القلبية
النوبة القلبية هي واحدة من أخطر مضاعفات الذبحة الصدرية، وتحدث عندما يتم انسداد الشريان التاجي بشكل كامل، مما يؤدي إلى انقطاع تدفق الدم إلى جزء من عضلة القلب، ويمكن أن تسبب النوبة القلبية ضررًا دائمًا للقلب وقد تكون مميتة إذا لم تُعالج بسرعة.
2– عدم انتظام ضربات القلب
قد يؤدي نقص الأكسجين إلى اضطرابات في النظام الكهربائي للقلب، مما يؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب، وهذه الاضطرابات قد تشمل الرجفان الأذيني، الرجفان البطيني، وتسرع القلب البطيني، وجميعها قد تكون مُهددة للحياة وتتطلب عناية طبية فورية.
3– قصور القلب
تؤدي الذبحة الصدرية المُتكررة أو النوبات القلبية إلى ضعف عضلة القلب وفقدان قدرتها على ضخ الدم بكفاءة، وهذا يمكن أن يتسبب في قصور القلب، حيث تتراكم السوائل في الرئتين أو الأطراف، مما يسبب ضيق التنفس والتعب والتورم.
4– الصدمة القلبية
في الحالات الشديدة، قد يؤدي تلف القلب إلى عدم قدرة القلب على ضخ الدم بشكل كافي إلى الجسم، مما يُسبب صدمة قلبية، وهذا يمكن أن يؤدي إلى انخفاض شديد في ضغط الدم وفشل أعضاء مُتعددة، ويتطلب تدخل طبي عاجل.
5– السكتة الدماغية
قد تزيد الذبحة الصدرية من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، خاصة إذا كانت هناك عوامل خطر أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري، والسكتة الدماغية تحدث عندما يتم انسداد أو تمزق الأوعية الدموية التي تزود الدماغ بالدم، مما يؤدي إلى فقدان مفاجئ للوظائف العصبية.
طرق تشخيص الذبحة الصدرية
كما أوضحت الجهات الطبية، أن هناك مجموعة من الطرق المختلفة التي تساعد في تشخيص أعراض الذبحة الصدرية، والتي جاءت على النحو التالي:
1- التاريخ الطبي والفحص البدني
يبدأ التشخيص عادة بأخذ تاريخ طبي دقيق من المريض، حيث يسأل الطبيب عن نوع الألم الذي يشعر به المريض، ومدى شدته، ومدته، والعوامل التي تزيد أو تخفف من الألم، وتشمل الأسئلة أيضًا تاريخ العائلة الطبي، وعوامل الخطر مثل التدخين، وارتفاع ضغط الدم، وداء السكري، أما الفحص البدني يمكن أن يكشف عن علامات تشير إلى نقص تروية القلب مثل التعرق البارد، وصعوبة التنفس، والنبض السريع أو غير المنتظم.
2- اختبارات الدم
اختبارات الدم يمكن أن تساعد في تشخيص الذبحة الصدرية من خلال قياس مستويات مُعينة من الإنزيمات التي تُفرز عندما تتضرر عضلة القلب، مثل التروبونين والكرياتين كيناز، وزيادة هذه الإنزيمات يمكن أن تشير إلى وجود تلف في عضلة القلب.
3- مُخطط كهربية القلب (ECG)
مخطط كهربية القلب هو اختبار غير جراحي يُسجل النشاط الكهربائي للقلب، حيث يمكن أن يكشف عن تغيرات تشير إلى نقص تدفق الدم إلى عضلة القلب أو وجود نوبة قلبية، وتعتبر التغيرات في موجات ECG علامة هامة على الذبحة الصدرية.
4- اختبار الإجهاد القلبي
أما اختبار الإجهاد فهو يتضمن مُراقبة القلب أثناء ممارسة الرياضة أو بعد تناول أدوية تزيد من نشاط القلب، ويتم تسجيل النشاط الكهربائي للقلب وضغط الدم لمعرفة كيف يستجيب القلب للإجهاد، ويمكن أن يساعد هذا الاختبار في تحديد مدى كفاءة عمل القلب.
5- التصوير بالأشعة السينية للصدر
كما أن الأشعة السينية للصدر يمكن أن تساعد في استبعاد الأسباب الأخرى لألم الصدر، مثل مشاكل الرئة، وعلى الرغم من أنها لا تُستخدم لتشخيص الذبحة الصدرية بشكل مباشر، إلا أنها جزء من التقييم الشامل للمريض.
6- تصوير القلب بالموجات فوق الصوتية
بينما إيكو القلب يستخدم الموجات الصوتية لإنشاء صور للقلب وهي تعمل، حيث يمكن أن يُظهر هذا الفحص حركة جدران القلب وصماماته، ويساعد في تحديد المناطق التي قد تعاني من نقص تدفق الدم.
7- القسطرة القلبية والتصوير الشرياني
القسطرة القلبية هي إجراء يتم فيه إدخال أنبوب رفيع (قسطرة) عبر الشرايين إلى القلب، ويمكن حقن صبغة خاصة خلال القسطرة لتظهر الشرايين التاجية بوضوح في الأشعة السينية، ويُعد هذا الفحص الطريقة الأكثر دقة لتحديد موقع ومدى الانسداد في الشرايين التاجية.
8- التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب
التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب يُمكن أن يقدم صور تفصيلية لهيكل ووظيفة القلب، حيث يمكن استخدامه لتقييم تدفق الدم إلى عضلة القلب وتحديد المناطق التي قد تعاني من نقص الأكسجين.
9- التصوير المقطعي للقلب
التصوير المقطعي المحوسب للقلب يمكن أن يوفر صور ثلاثية الأبعاد للشرايين التاجية، مما يساعد في تحديد الانسدادات والتضيقات بدقة.
اقرأ أيضًا: أعراض القولون العصبي
علاج الذبحة الصدرية
قد يتطلب علاج الذبحة الصدرية العديد من الاستراتيجيات الهامة التي تقلل من شدة الأعراض المزمنة، ومن بين طرق العلاج ما يلي:
- أدوية النترات: تستخدم النترات لتوسيع الأوعية الدموية، مما يسمح بتدفق كمية أكبر من الدم إلى عضلة القلب، وتأتي النترات في أشكال مختلفة، مثل أقراص تحت اللسان أو بخاخات.
- حاصرات بيتا: تعمل حاصرات بيتا على تقليل ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، مما يُقلل من حاجة القلب للأكسجين، وهذه الأدوية تُستخدم بشكل شائع في الوقاية من نوبات الذبحة الصدرية.
- حاصرات قنوات الكالسيوم: تساعد هذه الأدوية على استرخاء الأوعية الدموية، مما يسمح بتدفق الدم بشكل أفضل إلى القلب، وتُستخدم حاصرات قنوات الكالسيوم عادة في حالات الذبحة الصدرية المستقرة.
- الأسبرين ومضادات الصفائح الدموية: يساعد الأسبرين ومضادات الصفائح الدموية الأخرى في منع تجلط الدم، مما يقلل من خطر الإصابة بنوبة قلبية.
- فتح الأوعية الدموية وتركيب الدعامات: يتم إدخال قسطرة بالون إلى الشريان المسدود أو الضيقة، ثم يتم نفخ البالون لفتح الشريان، وقد يتم وضع دعامة للحفاظ على الشريان مفتوح.
- جراحة المجازة الشريان التاجي: تُستخدم جراحة المجازة التاجية لإنشاء مسار جديد حول الشريان المسدود باستخدام وعاء دموي مأخوذ من جزء آخر من الجسم، وهذا الإجراء يعيد تدفق الدم إلى عضلة القلب.
- النظام الغذائي الصحي: اتباع نظام غذائي صحي للقلب يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالذبحة الصدرية، ويشمل ذلك تناول الأطعمة الغنية بالألياف، والفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، والتقليل من تناول الدهون المشبعة والكوليسترول.
- ممارسة الرياضة: كما أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن تساعد في تحسين اللياقة القلبية والأوعية الدموية، وتقليل الضغط على القلب.
- الإقلاع عن التدخين: يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والذبحة الصدرية، والإقلاع عن التدخين يمكن أن يحسن صحة القلب بشكل كبير.
- السيطرة على التوتر: كما أن توتر الأعصاب يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالذبحة الصدرية، وتمارين الاسترخاء مثل اليوجا، والتأمل، والعلاج بالتنفس يمكن أن تكون مفيدة.
الوقاية من الإصابة بالذبحة الصدرية
بعد الإلمام بكافة أعراض الذبحة الصدرية، لابُد من توضيح طرق الوقاية من الإصابة بها، والتي من بينها:
1- اتباع نظام غذائي صحي
من أهم الخطوات الوقاية من الذبحة الصدرية هو تناول طعام صحي، حيث ينصح بتناول الأطعمة التي تحتوي على الألياف، مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، وتجنب الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والمهدرجة، كما أن تناول الأسماك الغنية بالأحماض الدهنية أوميغا3، مثل السلمون، يمكن أن يساعد في تقليل الالتهابات وتعزيز صحة القلب.
2- ممارسة الرياضة بانتظام
يساعد النشاط البدني المنتظم على تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، حيث ينصح بممارسة التمارين الرياضية المُعتدلة مثل المشي، الركض، أو السباحة لمدة 30 دقيقة على الأقل، خمسة أيام في الأسبوع، والتمارين الرياضية تساعد على خفض ضغط الدم وتحسين مستويات الكوليسترول في الدم.
3- الحفاظ على وزن صحي
زيادة الوزن تعتبر من عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بالذبحة الصدرية، والحفاظ على وزن صحي من خلال نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن يقلل من خطر الإصابة، كما أن فقدان الوزن إذا كنت تعاني من السمنة يمكن أن يحسن بشكل كبير من صحة القلب.
4- تجنب التدخين وتقليل استهلاك الكحول
التدخين يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب بشكل كبير، والإقلاع عن التدخين هو خطوة مهمة للوقاية من الذبحة الصدرية، بالإضافة إلى ذلك يجب تقليل استهلاك الكحول، حيث أن الإفراط في شرب الكحول يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ومشاكل أخرى في القلب.
5- إدارة التوتر والضغط النفسي
التوتر والضغط النفسي يمكن أن يكون لهما تأثير سلبي على صحة القلب، وتمارين التقليل من التوتر مثل التأمل، اليوجا، والتنفس العميق يمكن أن تساعد في تقليل التوتر وتحسين صحة القلب بشكل عام.
6- مراقبة ضغط الدم ومستويات الكوليسترول
مراقبة ضغط الدم ومستويات الكوليسترول بانتظام يُمكن أن يساعد في الكشف المُبكر عن مشاكل قد تؤدي إلى الذبحة الصدرية، إذا كانت مستويات الكوليسترول أو ضغط الدم غير طبيعية، يقوم الطبيب بتقديم الإرشادات اللازمة للسيطرة عليها.
7- التوجه للطبيب بانتظام
زيارة الطبيب بانتظام يمكن أن تساعد في الكشف المبكر عن المشكلات الصحية وإدارتها بشكل فعال، حيث يمكن للطبيب أن يقدم المشورة والتوصيات بناءً على تاريخك الصحي والعوامل التي قد تؤثر على صحة قلبك.
إذا كنت تشعر بأعراض الذبحة الصدرية، لابُد من التوجه على الفور إلى الطبيب المُختص والالتزام بطرق العلاج والوقاية، لتجنب الإصابة بالمضاعفات الخطرة التي قد تضر بصحة القلب.