ما هي أعراض الغدة الدرقية؟ وما أسباب الإصابة بها؟ حيث إنها من أهم الغدد في جسم الإنسان، فهي تقوم بالعديد من وظائف الجسم الحيوية من خلال إنتاج الهرمونات، لذا أي اضطرابات تُصيب الغدة الدرقية سواء بالنشاط المُفرط أو الخمول، قد يؤثر على جسم الإنسان بشكل مُباشر، ويظهر ذلك على هيئة أعراض مُتفاوتة في شدتها.
أعراض الغدة الدرقية
تلعب الغدة الدرقية دور حيوي في تنظيم العديد من وظائف الجسم من خلال إفراز الهرمونات التي تؤثر على معدل الأيض والنمو والطاقة، وتقع الغدة الدرقية في منطقة الرقبة أمام القصبة الهوائية.
تُنتج هرمونات تُسمى الثايروكسين (T4) وثلاثي يودوثيرونين (T3) التي تُنظم عمليات الأيض في الجسم، وقد تؤدي أي اضطرابات في هذه الغدة إلى مجموعة متنوعة من الأعراض التي يُمكن أن تؤثر على حياة المريض بشكل كبير.
1- فرط نشاط الغدة الدرقية
يحدث عندما تُنتج الغدة الدرقية كمية زائدة من هرمونات T3 وT4، وتتمثل أعراض الغدة الدرقية المفرطة ما يلي:
- زيادة الوزن غير المبررة: بسبب ارتفاع معدل الأيض.
- تسارع ضربات القلب: قد يشعر الشخص بخفقان القلب أو تسارع نبضاته.
- التعرق الزائد: يتسبب في شعور بالحرارة أكثر من المعتاد.
- اهتزاز اليدين: اهتزاز غير طبيعي في اليدين والأصابع.
- التعب والإرهاق: الشعور بالإرهاق المستمر حتى بعد الراحة.
- التهيج والعصبية: تقلبات مزاجية قد تؤدي إلى التوتر والقلق.
- زيادة الشهية: مع فقدان الوزن بشكل غير مبرر.
2- قصور نشاط الغدة الدرقية
يحدث عندما تُنتج الغدة الدرقية كمية غير كافية من هرمونات T3 وT4، ومن ضمن أعراض الغدة الدرقية المنخفضة ما يلي:
- زيادة الوزن: نتيجة انخفاض معدل الأيض.
- التعب والإرهاق: الشعور بالإرهاق حتى مع قلة النشاط.
- البرد الشديد: حساسية تجاه البرودة أكثر من المعتاد.
- جفاف الجلد والشعر: يظهر الجلد جاف والشعر يتساقط.
- الإمساك: صعوبة في حركة الأمعاء.
- الكسل واللامبالاة: انخفاض في الدافع والطاقة.
- تورم الوجه: يظهر الوجه منتفخ بشكل ملحوظ.
اقرأ أيضًا: أعراض جرثومة المعدة
أسباب مرض الغدة الدرقية
بجانب التعرف على أعراض الغدة الدرقية، من المُهم الإلمام بكافة الأسباب المُحتملة لهذا المرض باختلاف أنواعه، حيث إن ذلك يساعد في التشخيص المُبكر والعلاج الفعال، وتتمثل أسباب مرض الغدة الدرقية بشكل عام فيما يلي:
1- قصور الغدة الدرقية
- التهاب الغدة الدرقية المناعي: هو حالة مناعية ذاتية حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى تدميرها وتراجع قدرتها على إنتاج الهرمونات.
- نقص اليود: اليود هو عنصر أساسي في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، ونقصه يمكن أن يؤدي إلى تضخم الغدة (تضخم الغدة الدرقية) وضعف في وظائفها.
- العلاج الإشعاعي: الأفراد الذين خضعوا للعلاج الإشعاعي للسرطان في منطقة الرأس والعنق قد يتعرضون لمشاكل في الغدة الدرقية.
- العمليات الجراحية: إزالة جزء من الغدة الدرقية يمكن أن تؤدي إلى نقص في إنتاج الهرمونات.
2- فرط نشاط الغدة الدرقية
- مرض غريفز: هو حالة مناعية ذاتية تتسبب في زيادة نشاط الغدة الدرقية، حيث يعتبر من أكثر الأسباب شيوعًا لفرط النشاط.
- عقد درقية سامة: هي كتل غير طبيعية في الغدة الدرقية قد تنتج كميات زائدة من الهرمونات.
- التهاب الغدة الدرقية: بعض أنواع الالتهاب يمكن أن تؤدي إلى تسرب الهرمونات المُخزنة في الغدة إلى الدم، مما يسبب زيادة مؤقتة في مستويات الهرمونات.
- الأورام: الأورام الحميدة أو الخبيثة في الغدة الدرقية يمكن أن تؤثر على وظائفها.
- التعرض للمواد الكيميائية: بعض المواد الكيميائية أو الأدوية يمكن أن تؤثر على وظيفة الغدة الدرقية.
- اختلالات وراثية: بعض الأمراض الوراثية تؤثر على تطور وظائف الغدة الدرقية، مثل متلازمة داون أو متلازمة تيرنر.
كيفية تشخيص الغدة الدرقية
يبدأ تشخيص أعراض الغدة الدرقية عادة بمراجعة التاريخ الطبي للمريض وفحصه السريري، بعد ذلك يتم استخدام مجموعة من الاختبارات لتأكيد التشخيص وتحديد نوع المرض، وتشمل هذه الاختبارات:
- اختبار هرمونات الغدة الدرقية: يقيس مستويات هرموني الثيروكسين (T4) وثلاثي iod الثيرونين (T3) في الدم، بالإضافة إلى هرمون التحفيز للغدة الدرقية (TSH)، وارتفاع أو انخفاض مستويات هذه الهرمونات يمكن أن يشير إلى وجود مشكلة في الغدة الدرقية.
- أجسام مضادة للغدة الدرقية: تُستخدم لاكتشاف وجود التهاب مناعي ذاتي مثل التهاب الغدة الدرقية المناعي الذاتي.
- الموجات فوق الصوتية: تُستخدم لتحديد حجم الغدة الدرقية وتحديد وجود أي كتل أو عقيدات.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: قد يُستخدم لتصوير التفاصيل الدقيقة للغدة الدرقية في حالات معينة.
- الخزعة: في حالة الاشتباه بوجود أورام، قد يتم أخذ عينة من الأنسجة لفحصها تحت المجهر لتحديد ما إذا كانت الأورام حميدة أو خبيثة.
عوامل خطور الغدة الدرقية
فهم عوامل الخطورة المُرتبطة بأمراض الغدة الدرقية يُمكن أن يساعد في اتخاذ خطوات وقائية والتعامل المبكر مع أعراض الغدة الدرقية، ومن بين عوامل الخطورة ما يلي:
1– الوراثة
العامل الوراثي يلعب دور مهم في خطر الإصابة باضطرابات الغدة الدرقية، إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بأمراض الغدة الدرقية، فإن الأفراد قد يكونون أكثر عرضة للإصابة، وتشمل الأمراض الوراثية المرتبطة بالغدة الدرقية أمراض مثل مرض هاشيموتو، وفرط النشاط الدرقي.
2– الاعتلالات المناعية الذاتية
الأمراض المناعية الذاتية مثل مرض هاشيموتو وفرط النشاط الدرقي قد تؤدي إلى اضطرابات في الغدة الدرقية، وفي هذه الحالات، يهاجم الجهاز المناعي الغدة الدرقية بشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى خلل في وظائفها.
3– العمر والجنس
تُشير الدراسات إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بأمراض الغدة الدرقية من الرجال، كما أن خطر الإصابة باضطرابات الغدة الدرقية يزداد مع تقدم العمر، وخاصة بعد سن الأربعين.
4– الظروف البيئية
يمكن أن تلعب العوامل البيئية دور في تطور أمراض الغدة الدرقية، والتعرض المستمر للمواد الكيميائية مثل المبيدات الحشرية، والمواد المشعة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة، وفي بعض الحالات، نقص اليود في النظام الغذائي قد يؤدي إلى مشاكل في الغدة الدرقية، مثل تضخم الغدة الدرقية (الدرق).
5– الإصابات والتدخلات الجراحية
الإصابات المُباشرة للغدة الدرقية أو الجراحة التي تشمل منطقة الرقبة قد تؤثر على وظيفة الغدة، بالإضافة إلى ذلك تلقي العلاج الإشعاعي للرقبة أو الرأس يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية.
6– الأدوية الكيميائية
بعض الأدوية يمكن أن تؤثر على وظيفة الغدة الدرقية، على سبيل المثال الأدوية التي تحتوي على الليثيوم قد تؤدي إلى قصور نشاط الغدة الدرقية، لذا من المهم استشارة الطبيب حول الأدوية التي يمكن أن تؤثر على وظيفة الغدة الدرقية.
7– النظام الغذائي
نقص العناصر الغذائية الأساسية مثل اليود والسيلينيوم قد يؤثر على صحة الغدة الدرقية، وتناول غذاء غني باليود ضروري للحفاظ على وظيفة الغدة الدرقية الطبيعية.
اقرأ أيضًا: أعراض مرض السكر
استراتيجيات وأساليب فعالة لعلاج الغدة الدرقية
علاج مرض الغدة الدرقية يتطلب استراتيجيات مُتعددة تشمل الأدوية والعلاج الإشعاعي والجراحة، وذلك بناءً على نوع المرض وشدته، حيث من الضروري مُتابعة الحالة مع الأطباء المُتخصصين، وبشكل عام تتمثل طرق علاج أعراض الغدة الدرقية فيما يلي:
- الأدوية المُضادة للغدة الدرقية: تُستخدم الأدوية مثل “الميثيمازول” و”البروبيل ثيوراسيل” لتقليل إنتاج الهرمونات الدرقية، حيث تعمل هذه الأدوية على منع الغدة الدرقية من إنتاج كميات مُفرطة من الهرمونات.
- العلاج باليود المشع: يُستخدم اليود المشع لتدمير خلايا الغدة الدرقية المفرطة النشاط، ويتم تناول اليود المشع عن طريق الفم، حيث يتم امتصاصه من قبل خلايا الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى تدميرها وتقليل إنتاج الهرمونات.
- الجراحة: في بعض الحالات، قد يكون من الضروري إزالة جزء من الغدة الدرقية أو الغدة بأكملها جراحيًا، خاصة إذا كان هناك تضخم كبير أو وجود أورام.
- العلاج بالهرمونات البديلة: يتضمن علاج قصور الغدة الدرقية تناول هرمونات درقية صناعية مثل “الثيروكسين” (T4) لتعويض نقص الهرمونات، حيث يُجرى تعديل الجرعة بناءً على نتائج فحوصات الدم لضمان تحقيق مستويات طبيعية من الهرمونات.
- العلاج الدوائي: يتضمن العلاج في الغالب تناول الأدوية المُضادة للالتهابات أو الستيرويدات لتخفيف الالتهاب والألم.
- العلاج بالأدوية المعدلة للمناعة: في الحالات التي يكون فيها التهاب الغدة الدرقية ناتج عن مشاكل في جهاز المناعة، قد يُوصى باستخدام أدوية لتعديل النشاط المناعي.
- العلاج الإشعاعي: قد يُستخدم العلاج الإشعاعي بعد الجراحة لتدمير أي خلايا سرطانية متبقية.
- العلاج الكيميائي: في حالات نادرة وعندما يكون السرطان في مراحل متقدمة، قد يُوصى بالعلاج الكيميائي كعلاج مكمل.
اقرأ أيضًا: أعراض نقص فيتامين د
كيفية الوقاية من الإصابة بالغدة الدرقية
أما عن طرق الوقاية من الإصابة بأعراض الغدة الدرقية فقد جاءت على النحو التالي:
- التأكد من تناول اليود: اليود عنصر أساسي في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، لذا تأكد من تناول كمية كافية من اليود من خلال تناول الأطعمة الغنية به مثل الأسماك البحرية، ملح الطعام المعزز باليود، والأطعمة الأخرى.
- الحد من تناول الأطعمة التي قد تؤثر على وظيفة الغدة الدرقية: بعض الأطعمة مثل الكرنب، البروكلي، والملفوف قد تؤثر على امتصاص اليود إذا تم تناولها بكميات كبيرة، لذا احرص على تناولها باعتدال ولا تفرط فيها.
- تناول الأطعمة الغنية بالسلينيوم والزنك: هذه العناصر تساهم في دعم صحة الغدة الدرقية، حيث يمكن العثور عليها في المكسرات، الحبوب الكاملة، اللحوم، والأسماك.
- تجنب السمنة: الوزن الزائد يمكن أن يسبب اختلالات هرمونية قد تؤثر على وظيفة الغدة الدرقية، لذا اتبع نظام غذائي صحي ومارس الرياضة بانتظام للحفاظ على وزن صحي.
- تمارين الاسترخاء: التوتر والإجهاد النفسي يمكن أن يؤثران على صحة الغدة الدرقية، لذا استخدم تمارين مثل التأمل، التنفس العميق، أو ممارسة الرياضة لتقليل مستويات التوتر.
- الفحوصات الدورية: إجراء فحوصات منتظمة لوظائف الغدة الدرقية يمكن أن يساعد في اكتشاف المشكلات مبكرًا، إذا كنت معرض لمشاكل في الغدة الدرقية بسبب التاريخ العائلي أو الأعراض، قم بزيارة طبيب مختص لتقييم حالتك بشكل دوري.
- الحد من التعرض للمواد الكيميائية: بعض المواد الكيميائية، مثل المواد الموجودة في مبيدات الحشرات والمستحضرات الصناعية، قد تؤثر على وظيفة الغدة الدرقية، لذا حاول تقليل التعرض لهذه المواد واختيار المنتجات الطبيعية عند الإمكان.
- تجنب الإفراط في تناول المُكملات: بعض المُكملات الغذائية يمكن أن تؤثر على صحة الغدة الدرقية، لذا استشر طبيبك قبل تناول أي مكملات أو أدوية، خاصة إذا كنت تعاني من مشاكل في الغدة الدرقية أو لديك تاريخ عائلي من الأمراض ذات الصلة.
- الابتعاد عن الأطعمة المسببة للحساسية: بعض الأطعمة مثل القمح أو منتجات الألبان قد تسبب ردود فعل في الجسم تؤثر على وظيفة الغدة الدرقية، لذا راقب نظامك الغذائي وقم بتعديلاته إذا لاحظت تأثير سلبيًا على صحتك.
- تنظيم النوم: النوم الجيد يلعب دور مهم في صحة الجسم بشكل عام، بما في ذلك صحة الغدة الدرقية، لذا من الأفضل محاولة الحصول على 7-8 ساعات من النوم الجيد كل ليلة للحفاظ على توازن الهرمونات.
قد تتسبب اضطرابات الغدة الدرقية سواء بالقصور أو النشاط المُفرط في ظهور أعراض الغدة الدرقية التي تؤثر على صحة الإنسان بشكل مُباشر، لذا من المُهم التعرف على هذه الأعراض مبكرًا واستشارة الطبيب المختص للحصول على التشخيص والعلاج المناسب.