مفهوم الدول الناشئة ليس بالمصطلح الجديد، فهناك دول كانت في الماضي دول ناشئة، ولكنها اليوم أصبحت من كبرى دول العالم اقتصاديًا، لذا فمفهوم الدول الناشئة يطلق على الدول التي يوصف اقتصادها بالنامي والمتطور بشكل مستمر.
ما هي ملامح الدول الناشئة
من الجلي أن اقتصاد الدول الناشئة غالبًا ما يكون أقل نموًا من الدول المتقدمة، سواء كان ذلك من حصص الأفراد في الناتج الإجمالي المحلي، أو في معدلات البطالة، حيث غالبًا ما يكون معدل الفرد من الناتج المحلي في الدول الناشئة أقل من نظيره في الدول المتقدمة، كما أن معدلات البطالة في الدول الناشئة عادةً ما تكون أكبر من معدلات البطالة في الدول المتقدمة، ولكن، من جانب أخر، اقتصاد تلك الدول غالبًا ما يسجل معدل نمو عالي ومتسارع.
تعرف الدول التالية بالدول الناشئة، كدول إفريقيا، وشرقي أوروبا، ودول أمريكا اللاتينية، وآسيا، حيث أن اقتصاد تلك الدول ما زال قيد النمو، أما الدول المتقدمة، فهي تلك الدول التي تمتلك اقتصاد قوي، كدول اليابان، وغرب أوروبا، ودول أمريكا الشمالية.
الاقتصاد الناشئ بالنسبة للعالم الصناعي أصبح له أهمية قصوى، ولكن من ناحية أخرى، أسواق تلك الدول تمثل وجهات صادرات كبيرة، كما وتحقق الدول الناشئة غاياتها من خلال الإصلاحات التنظيمية، والتجارة عبر الحدود، والسياسات المالية والنقدية التي يتم تحقيقها من خلال البنوك المركزية.
الاقتصادات الناشئة عادةً ما تواجه بعض المخاطر في المشاريع الاستثمارية بسبب ما يطرأ على أسواقها من حالات تقلب، وضغوطات تضخيمية، وارتفاع في نسب الفائدة، أو من خلال انخفاض حالات النمو الاقتصادي العالمي أو تغيير تنظيمي أو مشاكل سياسية تنعكس أثارها على السوق الاقتصادي لتلك الدول.
ولكن، رغم المخاطر التي تطرأ على اقتصاد الدول الناشئة، إلا أن معدل النمو يكون أعلى، وهذا ما يحقق عائد كبير للمستثمرين، كما وتسعى الدول الناشئة للحفاظ على معدل نموها المتسارع، وبناءً على ذلك، توفر عددًا من الفرص الاستثمارية مع العمل على تخفيض قواعدها التنظيمية؛ كطريقة يتم من خلالها جذب المستثمرين من الدول المتقدمة للاستثمار وإنعاش الاقتصاد.
تقنية البلوكتشين وأثرها على الاقتصاد الناشئ
يشهد العالم تحولًا رقميًا بشكل متسارع خاصة في القطاع الاقتصادي في ظل ما يحدث من ثورة صناعية رابعة، وذلك من خلال استخدام عدد من التقنيات التكنولوجية وعلى رأسها التقنية التكنولوجيا الشهيرة البلوكتشين.
تسارع العديد من الدول الناشئة إلى إدخال تلك التقنية في العديد من المجالات من أجل رفع مستواها الاقتصادي وتحسين معدل الدخل، وبحسب ما صرحت به مؤسسة البيانات IDC، كشفت عن أن تلك التقنية تقدم حلول جذرية لاقتصاد الدول الناشئة، كما وأشارت المؤسسة إلى أن المعدل السنوي للانفاق العالمي على تلك التقنية سيتجاوز الـ 18 مليار دولار بعد عامين فقط.
وبحسب ما صرحت به مؤسسة PWC، أشارت إلى أن تلك التقنية التكنولوجية الرائد ستعمل على تحسين اقتصاد الدول الناشئة وزيادة معدل نموه، وذلك من خلال تقليل التكاليف التشغيلية، وتوفير الجهد والوقت، وزيادة الكفاءة، وتحسين معدل الإنتاج في جميع القطاعات.
ولكن يبقى السؤال هنا، ما هو مستقبل تلك التقنية؟ وما الذي يمكن أن تقدمه تلك التقنية للدول الناشئة؟ للإجابة عن هذه التساؤلات، طالع معنا: أثر تقنية بلوكتشين على اقتصاد البلدان الناشئة
كيف تصنف الدول الناشئة؟
يختلف اقتصاد الدول الناشئة بشكل كبير عن أقتصاد الدول المتقدمة من حيث مستوى الكفاءة، والمعايير المحاسبية، والإجراءات التنظيمية، والقواعد والقوانين المحلية، ولكن ما يجهله البعض هو أن اقتصاد الدول الناشئة يمتاز ببنية تحتية نقدية قوية، تتضمن البنوك المركزية، والبورصات، والعملة الموحدة، والمؤسسات المالية، وغيرها.
ما مدى الخطر من الاستثمار في اقتصاد الدول الناشئة؟
في كثير من الأحيان تشهد تلك الدول أحداث سياسية ومشاكل في البنية التحتية وتقلبات في أسعار صرف العملات، فضلًا عن مشكلات داخلية في بعض القطاعات الصناعية، وهنا يكمن خطر الاستثمار في اقتصاد تلك الدول، ولكن تسعى هذه الدول إلى تخفيض نسبة صرامة قوانينها المفروض على الاستثمار من أجل تشجيع المستثمرين لضخ المزيد من الأموال لتحسين معدل الاقتصاد في تلك البلدان.
الجدير بالذكر هنا، أن معايير الجهات الدولية لتحديد الدول الناشئة وفقًا للاقتصاد ليس محددة، فمثلًا، بالنسبة للصندوق الدولي، فقد أقر أن هناك حوالي 23 دولة يعتبر اقتصادها اقتصادًا ناشئًا، أما بالنسبة لبنك مورجان ستانلي، فقد حدد 23 دولة يصنف اقتصادها بأنه ناشئ، ولكن تختلف تلك الدول عن الدول التي أقرها صندوق النقد، وكذلك الحال بالنسبة لوكالة ستاندرد أند بورز، والتي حددت الدول الناشئة حسب اقتصادها بـ 22 دولة.
ما هي الدول التي يصنف اقتصادها بالاقتصاد الناشئ؟
وفقًا لتصنيف صندوق النقد الدولي، هناك 23 دولة مصنفة كدول ناشئة، ومن أبرز تلك الدول، البرازيل، والصين، والهند، والمكسيك، وإفريقيا، واليونان، وأوكرانيا، ورومانيا، وتايلاند، وفنزويلا، والمجر، وهايتي، وتشيلي، ورومانيا، وفنزويلا، وروسيا، ودول جنوب إفريقيا.
الجدير بالذكر هنا، أن هناك بعض الدول كهايتي والهند بدأت فعليًا بإدخال التقنيات التكنولوجية إلى العديد من قطاعاتها من أجل تحسين معدل النمو الاقتصادي، ورفع معدل الكفاءة الإنتاجي، وتقليل تكاليف العمل، وتسعى العديد من الدول الناشئة إلى جذب المستثمرين الأجانب من الدول المتقدمة للاستثمار في بلدانهم من أجل رفع معدل النمو الاقتصادي بشكل مستمر.