أعراض جرثومة المعدة

أعراض جرثومة المعدة
أعراض جرثومة المعدة

ما هي أعراض جرثومة المعدة؟ وكيف يُمكن الوقاية منها؟ حيث تعتبر هذه الجرثومة من أكثر أنواع البكتيريا شيوعًا في العالم، حيث تُقدر نسبة الإصابة بها بنحو 50% حول العالم، وتُعرف هذه الجرثومة بقدرتها على التسبب في العديد من المشاكل الصحية المُتعلقة بالجهاز الهضمي، مثل التهاب المعدة، والقرحة المعدية، وحتى سرطان المعدة في بعض الحالات النادرة.

أعراض جرثومة المعدة

جرثومة المعدة، المعروفة أيضًا باسم Helicobacter pylori، هي نوع من البكتيريا التي تُصيب بطانة المعدة وتسبب التهابات وأحيانًا قرحات معدية، حيث تعتبر جرثومة المعدة من أكثر أنواع العدوى البكتيرية انتشارًا في العالم، وتُصيب ملايين الأشخاص سنويًا، وتتنوع أعراض جرثومة المعدة بين الأشخاص، حيث يمكن أن تكون خفيفة أو شديدة وتؤثر على نوعية الحياة بشكل كبير، وتتمثل بشكل عام فيما يلي:

1- آلام البطن

واحدة من أكثر الأعراض شيوعًا هي آلام البطن، التي قد تكون خفيفة أو حادة، وغالبًا ما تكون هذه الآلام مرتبطة بالجوع أو بعد تناول الطعام، وقد تستمر لفترات متفاوتة.

2- الانتفاخ والتجشؤ

الانتفاخ والشعور بالامتلاء بعد تناول كميات صغيرة من الطعام يعتبر من الأعراض الشائعة لجرثومة المعدة، وقد يصاحب ذلك التجشؤ المُتكرر والشعور بالغازات.

3- الغثيان والقيء

قد يعاني المصابون بجرثومة المعدة من غثيان مُتكرر وقد يصل الأمر إلى القيء، هذا العرض يُمكن أن يكون مُزعجًا ويؤثر على القدرة على تناول الطعام بشكل طبيعي.

4- فقدان الشهية

تؤدي الآلام والغثيان المرتبطة بجرثومة المعدة إلى فقدان الشهية، مما قد يؤدي بدوره إلى فقدان الوزن غير المقصود.

5- الشعور بالحرقة أو الحموضة

يعاني بعض الأشخاص من شعور بالحرقة أو الحموضة في المعدة، والذي يمكن أن يكون مُزمنًا ويزداد سوء عند تناول أطعمة معينة أو عند الجوع.

6- الإسهال أو الإمساك

يُمكن أن تؤثر جرثومة المعدة على الجهاز الهضمي بأكمله، مما يؤدي إلى اضطرابات مثل الإسهال أو الإمساك، قد يتناوب الشخص بين الحالتين، مما يزيد من الشعور بعدم الراحة.

7- التعب والإرهاق

الشعور بالتعب والإرهاق العام يُمكن أن يكون نتيجة مباشرة لعدوى جرثومة المعدة، وذلك بسبب التأثيرات السلبية على امتصاص العناصر الغذائية وفقدان الشهية.

8- التقيؤ الدموي أو البراز الأسود

في الحالات الشديدة، قد تُسبب جرثومة المعدة تقرحات تنزف، مما يؤدي إلى تقيؤ دموي أو براز داكن يشبه القطران، وهذا يعتبر من الأعراض الخطيرة التي تستدعي التدخل الطبي الفوري.

اقرأ أيضًا: أعراض مرض السكر

أسباب الإصابة بجرثومة المعدة

تعتبر واحدة من أهم الأسباب الرئيسية للالتهابات المعدية والقرحة الهضمية، كما أن هذه الجرثومة يُمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم تُعالج، حيث قد تؤدي إلى سرطان المعدة، وتتعدد أسباب الإصابة بجرثومة المعدة، والتي جاءت على النحو التالي:

  • العدوى الفموية: العدوى من شخص إلى آخر يُمكن أن تحدث عبر اللعاب، حيث يمكن أن تنتقل الجرثومة من شخص مصاب إلى شخص آخر عبر التقبيل أو مشاركة أدوات الطعام والشراب.
  • عدوى البراز: كما أن التلوث يمكن أن يحدث عندما تنتقل الجرثومة عبر الطعام أو الماء الملوث بالبراز، وهذا قد يكون شائعًا في المناطق التي تعاني من نقص في النظافة العامة أو عدم كفاية المعايير الصحية.
  • تناول طعام أو ماء ملوث: تناول الأطعمة غير المطهية جيدًا أو شرب الماء غير النظيف يمكن أن يكون مصدرًا رئيسيًا للعدوى، والجرثومة يمكن أن تعيش في المياه غير المعالجة والأطعمة الملوثة، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى البنية التحتية الصحية الجيدة.
  • سوء النظافة الشخصية: عدم غسل اليدين بشكل جيد بعد استخدام الحمام أو قبل تناول الطعام يُمكن أن يزيد من خطر الإصابة بجرثومة المعدة، وغسل اليدين بالماء والصابون يعد من أبسط وأهم الطرق للوقاية من العدوى.
  • الاستخدام المُشترك للأدوات الشخصية: مُشاركة الأدوات الشخصية مثل فرشاة الأسنان أو المناشف قد يؤدي إلى انتقال الجرثومة من شخص إلى آخر، وهنا ينصح بتجنب مشاركة هذه الأدوات للحفاظ على الصحة العامة.
  • التعرض للمخاطر البيئية: العيش في بيئات مُكتظة أو غير نظيفة يزيد من احتمالية التعرض للعدوى، حيث إن الأماكن التي تحتوي على مرافق صحية سيئة أو تفتقر إلى خدمات النظافة العامة تكون أكثر عرضة لانتشار الجرثومة.
  • العوامل الجينية: بعض الدراسات تُشير إلى أن هناك عوامل جينية قد تجعل بعض الأفراد أكثر عرضة للإصابة بجرثومة المعدة، على سبيل المثال قد يكون للجهاز المناعي للفرد تأثير على قدرته على مكافحة العدوى.

مضاعفات الإصابة بجرثومة المعدة

وفقًا إلى الدراسات الطبية العديدة، إذا لم تُعالج أعراض جرثومة المعدة بشكل صحيح، فقد يتسبب ذلك إلى مضاعفات خطيرة، والتي من بينها ما يلي:

1- قرحة المعدة والإثنى عشر

تُعد قرحة المعدة والإثنى عشر من أبرز المُضاعفات الناتجة عن جرثومة المعدة، حيث تتسبب الجرثومة في تآكل الطبقة المخاطية التي تحمي جدار المعدة والإثنى عشر، مما يؤدي إلى تكون القرحة، وقد تُسبب هذه القرحة ألمًا شديدًا ونزيفًا داخليًا، وفي بعض الحالات قد تتطلب تدخلاً جراحيًا.

2- التهاب المعدة المزمن

يمكن أن تؤدي جرثومة المعدة إلى التهاب مُزمن في جدار المعدة، وهو ما يُعرف بالتهاب المعدة المُزمن، وهذا الالتهاب قد يسبب تآكل الأنسجة المعدية ويزيد من خطر الإصابة بمضاعفات أكثر خطورة مثل قرحة المعدة وسرطان المعدة.

3- سرطان المعدة

تُعتبر جرثومة المعدة عامل خطر رئيسي للإصابة بسرطان المعدة، والإصابة المزمنة بالجرثومة تؤدي إلى تغيرات في خلايا جدار المعدة، مما قد يتطور إلى خلايا سرطانية على المدى الطويل.

4- مشاكل الجهاز الهضمي الأخرى

يُمكن أن تؤدي جرثومة المعدة إلى مشاكل أخرى في الجهاز الهضمي مثل عسر الهضم الوظيفي، الذي يتسبب في ألم واضطراب في المعدة بدون وجود قرحة.

اقرأ أيضًا: أعراض ضربة الشمس

كيفية تشخيص جرثومة المعدة

كما أن هناك العديد من الطرق المتنوعة التي يُمكن من خلالها التعرف على أعراض جرثومة المعدة، ومن بينها:

  • الفحص بالدم: يُستخدم هذا الفحص للكشف عن الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم كرد فعل على الإصابة بجرثومة المعدة، وتُجمع عينة دم من المريض ويتم تحليلها في المختبر، حيث يعتبر هذا الفحص مُفيدًا للكشف عن العدوى، لكنه قد لا يكون دقيقًا في تحديد العدوى النشطة لأن الأجسام المضادة قد تبقى في الجسم حتى بعد القضاء على البكتيريا.
  • فحص البراز: يتضمن هذا الاختبار تحليل عينة من براز المريض للكشف عن وجود جرثومة المعدة، ويُعتبر اختبار البراز دقيقًا في الكشف عن العدوى النشطة ويستخدم أيضًا لمتابعة العلاج وتأكيد القضاء على الجرثومة بعد العلاج.
  • التنظير الداخلي: التنظير الداخلي هو إجراء يتضمن إدخال أنبوب مرن مزود بكاميرا صغيرة إلى المعدة عبر الفم لفحص بطانة المعدة والاثني عشر، حيث يمكن للطبيب أثناء هذا الإجراء أخذ عينات صغيرة من الأنسجة لفحصها تحت المجهر والكشف عن وجود جرثومة المعدة، ويُستخدم هذا الفحص عادةً في الحالات التي تُعاني من أعراض شديدة أو عندما تكون هناك حاجة لتأكيد التشخيص بشكل دقيق.
  • الفحص المجهري: يتم إجراء الفحص المجهري على عينات الأنسجة المأخوذة خلال التنظير الداخلي، حيث يتم صبغ العينات بمحاليل خاصة تمكن من رؤية البكتيريا تحت المجهر، ويُعتبر هذا الفحص من أدق الطرق لتشخيص جرثومة المعدة.

كيف يتم علاج جرثومة المعدة؟

يتطلب علاج جرثومة المعدة التزامًا دقيقًا بالتعليمات الطبية ونمط حياة صحي للمساعدة في الشفاء ومنع تكرار العدوى، وبالتشخيص المُبكر والعلاج الفعال، يُمكن للمرضى التخلص من هذه الجرثومة والتمتع بصحة أفضل وحياة خالية من مضاعفاتها، ويُمكنك علاج جرثومة المعدة من خلال ما يلي:

  • المضادات الحيوية: مثل الأموكسيسيلين، الكلاريثروميسين، أو الميترونيدازول، وقد يُوصي الطبيب بتناول مجموعة من المضادات الحيوية لمدة تتراوح بين 10 إلى 14 يومًا.
  • مثبطات مضخة البروتون (PPIs): مثل الأوميبرازول أو اللانسوبرازول، والتي تساعد في تقليل حموضة المعدة وتعزيز فعالية المضادات الحيوية.
  • مضادات الحموضة: مثل البزموت، والذي يُمكن أن يُضاف إلى العلاج لزيادة فعالية القضاء على البكتيريا.

علاج جرثومة المعدة بالأعشاب الطبيعية

كما أوضحت العديد من الدراسات الطبية، أنه من الممكن التغلب على أعراض جرثومة المعدة بالأعشاب الطبيعية في المنزل في حالة إذا كانت خفيفة، ومن بين هذه الأعشاب ما يلي:

  • الشاي الأخضر: يحتوي على مضادات أكسدة قوية تسمى الكاتيكينات، والتي تُظهر الدراسات أنها قد تساعد في تقليل نمو بكتيريا جرثومة المعدة، حيث يمكن تناول كوبين إلى ثلاثة أكواب من الشاي الأخضر يوميًا لتحقيق فوائد صحية ملحوظة.
  • العسل الأسود: معروف بخصائصه المضادة للبكتيريا والمضادة للالتهابات، ويُفضل استخدام العسل الطبيعي غير المعالج حراريًا، ويمكن تناول ملعقة كبيرة من العسل يوميًا أو إضافتها إلى الشاي للحصول على فوائده.
  • الثوم: يحتوي على مركبات كبريتية تُعزز مناعة الجسم وتُظهر فعالية ضد بكتيريا جرثومة المعدة، ويمكن تناول فصوص الثوم الطازج يوميًا أو إضافته إلى الطعام للحصول على فوائده.
  • الزنجبيل: يُعتبر من الأعشاب الفعالة في تهدئة التهابات المعدة وتقليل الغثيان، ويمكن تحضير شاي الزنجبيل عن طريق غلي شرائح الزنجبيل الطازجة في الماء وشربه مرتين يوميًا.
  • الكركم: يحتوي على مادة الكركمين التي تمتاز بخصائصها المضادة للالتهابات والمضادة للبكتيريا، حيث يمكن إضافة الكركم إلى الطعام أو تناول مكملات الكركم بعد استشارة الطبيب.
  • الشمر: يُستخدم تقليديًا لتحسين الهضم وتخفيف التهابات المعدة، ويمكن تحضير شاي الشمر عن طريق غلي بذوره في الماء وشربه بعد الوجبات.
  • العرق السوس: يحتوي على خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للبكتيريا، حيث يمكن مضغ قطع صغيرة من جذر العرق السوس أو تناول مكملات العرق السوس بعد استشارة الطبيب.

اقرأ أيضًا: أعراض نقص فيتامين د

كيفية الوقاية من الإصابة بجرثومة المعدة

الوقاية من أعراض جرثومة المعدة تتطلب اتخاذ بعض التدابير الصحية اللازمة والنظافة الصحية الجيدة، كما يلي:

  • غسل اليدين بانتظام: يجب غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون قبل تناول الطعام وبعد استخدام الحمام، وهذا يساعد في منع انتقال الجرثومة من اليدين إلى الفم.
  • استخدام معقم اليدين: في الأماكن التي يكون فيها غسل اليدين غير متاح، يمكن استخدام معقم اليدين الكحولي لقتل الجراثيم.
  • شرب المياه النظيفة: تأكد من أن الماء الذي تشربه نظيف وخالي من الجراثيم، وفي الأماكن التي يكون فيها تلوث الماء شائعًا، يمكن استخدام المياه المعبأة أو الماء المغلي.
  • طهي الطعام جيدًا: احرص على طهي اللحوم جيدًا والتأكد من أنها نضجت تمامًا لقتل أي جراثيم قد تكون موجودة.
  • تجنب تناول الأطعمة النيئة: مثل اللحوم والأسماك النيئة، والتي قد تحتوي على جراثيم ضارة.
  • تناول الطعام في المطاعم النظيفة: اختر المطاعم التي تلتزم بمعايير النظافة الصارمة، وتجنب الباعة الجائلين والأماكن التي تبدو غير نظيفة.
  • تحضير الطعام في المنزل: من الأفضل تحضير الطعام في المنزل، حيث يمكنك التحكم في نظافة المكونات وأسلوب الطهي.
  • اتباع نظام غذائي صحي: تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن مثل الفواكه والخضروات حيث تعزز مناعة الجسم.
  • ممارسة الرياضة بانتظام: الرياضة تعزز الدورة الدموية وتحسن مناعة الجسم.
  • النوم الجيد: الحصول على قسط كافي من النوم يساعد في تعزيز وظائف الجهاز المناعي.
  • الفحص الطبي الدوري: إذا كنت تعاني من أعراض مثل ألم المعدة المزمن، الغثيان، أو الانتفاخ، فمن الأفضل زيارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة.
  • العلاج المبكر: في حالة تشخيص الإصابة بجرثومة المعدة، يجب اتباع العلاج الموصوف من قبل الطبيب بدقة لإزالة الجرثومة ومنع تفاقم الحالة.

أعراض جرثومة المعدة مُزعجة وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم تُعالج، حيث إن فهم الأعراض ومعرفة طرق التشخيص والعلاج يُمكن أن يساعد في السيطرة على هذه العدوى والحفاظ على الصحة، إذا كنت تعاني من أي من أعراض جرثومة المعدة، يجب استشارة الطبيب للحصول على التشخيص المناسب والعلاج اللازم.